تسأل قارئة ما هى أنواع الملوثات الموجودة بالأطعمة؟ وما هى العلامات المرضية التى تصيب الإنسان بفعل التلوث البيئى؟
يجيب عن هذا التساؤل دكتورة سهيلة محمد عطا الله أستاذ الطب الشرعى والسموم قائلة:
إن هناك العديد من الملوثات التى نتعرض لها فى الأطعمة، ومن هذه الملوثات:
1-التلوث بالمبيدات الحشرية:
لقد ثبت بما لا يدع مجالًا للشك عن طريق الأبحاث العلمية، أن هناك بقايا مبيدات بنسب عالية فى مياه الشرب وجميع المأكولات والتى يتناولها الإنسان المصرى، وذلك يرجع إلى الاستخدام الخاطئ لهذه المبيدات، واستخدام مبيدات القطن طويلة المفعول أو المدى فى رش الخضروات والفواكه.
وأيضًا استخدام مبيدات حرم تداولها دوليا، نظرًا لأنها من المواد المسرطنة مثل ال DDT والتوكسافين وخلافه مما أدى إلى زيادة انتشار الأورام السرطانية بين الأشخاص وظهورها فى سن مبكر، وكذا استخدام مبيدات الحشائش المحرمة دوليا ومازالت تدخل مصر على أيدى سفاحين قتلة بعيدين عن أيدى العدالة.
2-التلوث بالسموم الفطرية:
من أهم هذه السموم، الأفلاتوكسين والذى يسبب تلف لخلايا الكبد والتحول السرطانى فى الكبد وكذلك الأكراتوكسين وهذا السم هو المسئول عن حوالى 40% من حالات الفشل الكلوى وتصل هذه السموم للإنسان عن طريق المأكولات المختلفة.
وهى سموم لا تتحلل بالوقت ولا بالحرارة العالية حتى 400 درجه مئوية والأبحاث كلها تؤكد انتشار هذه السموم فى جميع المأكولات بنسب عالية جدًا نظرا لتواجدها فى علائق الحيوان والأسماك والدواجن بنسب أعلى من المسموح بها عالميًا بعشرات المرات، وهذه العلائق أغلبها مستوردة كالذرة والقمح وفول الصويا وخلافه، وهناك مافيا تتاجر فى هذه العلائق لا ضمير عندهم ولا رقابة فى الجمارك توقفهم.
3-التلوث بالهرمونات والمواد الحافظة ومكسبات اللون والطعم:
من أخطر الهرمونات الهرمونات الأنثوية، والتى تضاف إلى علائق الدواجن لزيادة وزنها وتصل إلى الرجال والأطفال والنساء، وكذلك مكسبات اللون والطعم تؤدى إلى ضعف فى النمو عند الأطفال ونقص فى الوزن، وكذا الهرمونات النباتية التى تؤدى إلى سرعة نضج الفواكه وزيادة كميتها وبالتالى تضر بالإنسان ولا رقابة على استخدامها.
ومن العلامات المرضية التى تصيب الإنسان بفعل التلوث البيئى:
1- مرض الإجهاد المزمن وأعراض التعب السريع والإعياء وفقدان الحيوية والنشاط وصعوبة التركيز، وبذلك تقل إنتاجية الفرد ويفقد قدراته الإبداعية الخلاقة ويزداد لدى الشخص الشعور بالكسل وعدم الحركة، وهذه الأعراض أصبحت منتشرة بين المصريين صغارًا وكبارًا ويصعب على الأطباء التشخيص، إذا لا توجد علامات مرضية واضحة أو ظاهرة وكل ما يوصى به الطبيب هو تعاطى المقويات والفيتامينات ولكن دون جدوى.
2- ضعف الذاكرة والنسيان وصعوبة فى التركيز وفقدان القدرة على التفكير والإبداع بالرغم من أن هذا الأعراض لا تظهر عادة إلا بعد سن الخامسة والستين، إلا أنها بسبب التلوث البيئى أصبحت تنتشر بين كثير من الشباب وأصبحت هذه الظاهرة تشكل خطرًا على طلاب العلم، بل أصبحت مشكلة فى حياة الإنسان الشخصية.
3- زيادة معدلات حالات الاكتئاب، حيث يشعر الإنسان بالإحباط وفقدان الحماس والتراخى والميل إلى العزلة والضيق أحيانًا بالحياة نفسها ولا يدرى سببًا لهذه الحالة، وقد يتوجه للطبيب النفسى ويتعاطى مضادات الاكتئاب ولكن دون جدوى.
4- الإغماء العقلى ويقصد به تلك الحالة النفسية التى تصرف الأفراد عن الفطنة إلى ما حولهم والتنبه إلى الأخطار التى تحيط بهم أو المضايقات التى ينزلونها بغيرهم.
5- زيادة انتشار أمراض ضغط الدم والنقرس والفشل الكلوى وآلام المفاصل وضمور الخصيتين، وقد ثبت علميًا أن المعادن الثقيلة عندما تزيد نسبتها فى الدم عن الحد المسموح به وخاصة الكادميوم والرصاص فإنها تتحد مع مجموعة الإنزيمات الهامة (Sulphhydryl,groups) وكذلك مع الفسفولبيد والفسفور النووى، ويؤدى هذا كله إلى تدنى كفاءة هذه الإنزيمات المهمة فى بعض الإنزيمات والتى تغير من وظائفها الحيوية، وهذا يفسر سبب انتشار هذه الأمراض كذلك يمنع عنصر الرصاص حمض اليوريك ويعوق إخراجه من الجسم، مما يؤدى إلى زيادته فى الدم وحدوث مرض النقرس وتكون الحصوات فى المسالك البولية
6- إحداث تغيرات فى التصرفات العصبية والحركية لدى الأطفال، مما يجعلهم فى حالة حركة زائدة هدامة تحرمهم من التركيز والفهم عند تلقى المعلومات فى المدرسة أو المنزل وتسمى هذه الظاهرة عند الأطفال
Hyperkinetic child synchrome
وهناك إحصائيات عن مدى انتشار هذه الظاهرة بين تلاميذ المدارس فى مصر، تشير إلى أن أكثر من 50 % من الأطفال مصابين بهذا المرض الخطير بفعل وجود الملوثات البيئية فى دمائهم وجهازهم العصبى مما يغير من سلوكهم ويضعف قوة الذكاء الذهنى عندهم، ولا يمكن تشخيص مثل هذه الحالات إكلينيكيا إلا معمليا بقياس نسبة المعادن الثقيلة فى دماء هؤلاء الأطفال الأبرياء.
7-التأثيرات الجينية السمية Genetic toxicology لقد ثبت علميًا بأن أنواع كثيرة من المبيدات الحشرية والسموم الفطرية والمعادن الثقيلة لها تأثير ضار على مادة الحمض النووى فى الكروموزومات، تؤدى إلى تشوهات من هنا تزداد نسبة الأمراض السرطانية فى الأشخاص الذين يحملون جينات مشوهة بفعل الملوثات المختلفة.
وهذا ما يفسر سبب زيادة معدل انتشار سرطان الكبد بفعل المبيدات الحشرية والأفلاتوكسينات وسرطان الكلى والمعدة والقولون وخلافه، وهذا يفسر أيضًا أسباب ظهور الأورام السرطانية فى سن مبكر فى الأطفال، حيث إن الطفل منذ ولادته وهو يتعرض للملوثات وخاصة بقايا المبيدات الحشرية والسموم الفطرية والتى دلت الأبحاث العديدة وجودهما بنسب عالية فى ألبان الأمهات، ومن هنا تحدث التشوهات الجينية والتى تسبق ظهور الأورام السرطانية بفترة تتراوح بين 5-15 سنة تبعًا لتركيز ونوع الملوث الذى يتعرض له الطفل ومن هنا يتضح لنا أن المقاومة خير من ألف علاج أو الوقاية من أثر هذا الملوثات.
8- انخفاض معدلات الخصوبة والقوة الجنسية بين الرجال وهذا ما تؤكده الأبحاث فى هذا المجال.
9- زيادة معدل الأورام السرطانية فى مصر زيادة ملحوظة وخاصة سرطان الكبد والفشل الكلوى وخلافه، وهناك من الأبحاث العديدة التى تربط بين كافة الملوثات البيئية وزيادة انتشار الأورام السرطانية بكافة أنواعها.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع